قتلتموه.. رسالة لدواعش الخلافة!

منذ ساعات قام إرهابيون ينتمون إلى تنظيم “جند الخلافة” التابع ل “داعش” بقتل رهينة فرنسي في منطقة القبائل بالجزائر. هذا الأمر أحدث الكثير من الجدل في المواقع الاجتماعية و صاحبته موجة تنديدات كبيرة من طرف المجتمع الدولي الذي اعتبر هذا العمل جريمة و دليلا على خطورة هذه التنظيمات الإسلامية الإرهابية، حتى إن الرئيس الجزائري الحالي استنكر هذا الفعل المقيت.

في الحقيقة، كنت متأكدا أنهم سيقتلونه لأنهم عباد لا يملكون لا انسانية و لا يؤمنون لا بقانون و لا بميثاق، وسيلتهم في إيصال أفكارهم اللعينة هي الرصاص و سبيلهم للتخلص من أعدائهم هو السيوف و حجتهم في ذلك ” كلام السلف الصالح “. عباد كهؤلاء لا أستطيع تصنيفهم فإذا اعتقدت لوهلة أنهم من سلالة البشر فإنني سأظلم هذه السلالة الرائعة، و إن ظننت أنهم يؤمنون بعقيدة الإسلام فإنني سأظلم هذا الدين الرحيم، و إن حسبت أنهم جزائريون فإنني سأظلم هذا الشعب الثوري الذي عانى و لا زال يعاني. فإلى أي مجموعة ينتمون؟ حتى الحيوانات أحيانا ترأف ببعضها فالأم تدافع عن أبنائها و القبيلة الواحدة تدفع الشر و البلاء عن أفرادها فكيف بهؤلاء الإرهابيين الذين يفترض أنهم بشر يدركون قدسية الروح الانسانية و يعلمون أن قتل إنسان مهما تعددت الحجج مرفوض جملة و تفصيلا؟ بل من يكونون أصلا ليتحدثوا باسمنا كجزائريين؟ من هم ليعلنوا هذه الخلافة فوق أرضنا الطاهرة؟ و من أعطاهم حق الحديث أصلا؟ أ لهم عقول أم أنهم عطلوها؟ أ يمكلون قلوبا أم أنهم استبدلوها بالحجارة؟ أ لهم مشاعر أم أنهم وحوش تقتات على دماء الناس؟ في الواقع، لقد توقفت زمنا طويلا و أنا أشاهد ما فعلوه، و طرحت السؤال: من تسبب بهذا الأمر؟ و ماذا فعل لهم هذا الرجل الفرنسي حتى يقتلوه؟

إذن لقد ذبحتموه.. هنيئا لكم على جهلكم و حماقتكم! إذن لقد قلتم و فعلتم.. هنيئا لكم على هذه الشجاعة اللعينة و هذا التفكير الأخرق و البليد! إذن لقد أتيتم للجزائر.. هنيئا لكم على هذا القرار الذي ستدفعون ثمنه غاليا في الأيام و الأشهر المقبلة! إن الإسلام كدين لم يأمرنا بقتل الكفار ما لم يبدؤونا بالحرب (و هذا أعتقد أنه منطقي و إنساني إلى أبعد درجة فالدفاع عن النفس مكفول بالقوانين الدولية)، لقد اخترعتم تفسيرا جديدا للقرآن يمكنكم أنتم (أسياد الجهل و التطرف) به الوصول لمبتغاكم و هو القضاء على كل فرصة سانحة لتغيير هذا النظام في البلاد، لطالما اعتمدتم على أحاديث ضعيفة لتقتلوا المرتدين و الملاحدة و المسيحيين و اليهود و كل من لا يدين بإسلامكم. من أنتم؟ أنا جزائري و أرفضكم، لا اعترف لا بخلافتكم و لا بالبغدادي الذي تقدسونه، أنا إنسان قبل أن أكون مسلما و أقدس الإنسانية مثلما أقدس الإسلام لكنني لا أقدس و لن أقدس أبدا كلام سلف معين لأنهم بشر يخطئون و يصيبون و ما المعصوم إلا رسول و ما الكمال إلا لرب هذا الكون. لقد رفضتم الحضارة ثم رفضتم العلم و وصلتم إلى رفض الوطن فقدمنا لكم حلا سهلا و هو أن تقيموا خلافة في بيوتكم و تقرؤوا كتب ابن تيمية بعد صلاتكم و تقدسوا محمد بن عبد الوهاب و تستأنسوا بما فعله معاوية و تجملوا تاريخكم الذي لم يشأ إلا أن يفضحكم أمام العالم، قلنا لكم مرارا و تكرارا أنكم أحرارا في نمط عيشكم و ” الله يسهل” كما نقول هنا بالجزائر فكل شخص مسؤول عن نفسه، إن رضيتم بأفكار ابن تيمية فهنيئا لكم بافكاره لكن لا تحرموا علينا رجاءاً الرفض و النقد و التعليق و التعديل فلا كلام مقدس غير كتاب الله (النص و ليس التأويل و التفسير لأنه حتى التفسير معرض للنقد). لم نرفضكم كبشر فعقيدتنا البشرية تمنعنا قبل عقيدتنا الدينية من اقصائكم لأننا لا نظلم أحدا ما لم يظلمنا، أنتم أحرار في بيوتكم فإن شئتم صلوا منذ بزوغ الفجر إلى غروب الشمس و لكن اعملوا لوطننا كما نعمل نحن، و لا تأتوا لمقرات العمل و أنتم ترتدون الجلابيب و تكفرون العمال، و لا تحاولوا الذهاب إلى جامعاتكم فوق الجمال لتمنعوا الطلاب من حق العيش، و لا تفتعلوا حربا داخل بلادنا لأن النار ستأكلكم فلا شيء يعلو فوق الوطن و انتمائنا لهذه البلاد هو انتماء بالدم لا نقبل لأحد مهما كان أن يمس هذا الانتماء بسوء.

ما ذنب من قتلتموه؟ حسبما أفهم، عندما عجزتم عن محاربة تحالف دولي يتكون من أربعين دولة تحولتم إلى قتال الأبرياء فأي جبن و أي خوف هذا يا من تزعمون أن الموت في سبيل دينكم و الإله الذي تعبدونه هو أسمى مطالبكم؟ هل تتحول مبادئكم بين ليلة و ضحاها؟ الفرنسي لم يقتل شخصا في بلادكم، لم يذهب للعراق و لم يذبح مسلما واحدا بل ربما لم يسمع بكم أصلا فمن أنتم لتذبحوه في وجه الكاميرا (التي هي من صنع الكفار كما تقولون)؟ تبا لكم و لفهمكم للدين، لقد شوهتم صورتنا، قتلتم باسمنا و تحدثتم باسمنا و رفعتم الأعلام باسمنا فماذا إن قلنا لكم الآن: لا تفعلوا شيئا باسمنا أيها المنافقون! فلتذهبوا للجحيم أنتم و هذه الدولة التي تدعون إليها، نحن لسنا ضد الإسلام و حاشى أن نكون كذلك لكننا ضدكم و سنبقى ضدكم يا من تدعون أنكم تملكون الحقيقة المطلقة، أيها الاستئصاليون الذين تمنعوننا من أبسط حقوقنا و تحولون مشاكلنا من مشكل تنمية إلى مشاكل حجاب و من مشاكل اقتصاد إلى مشاكل دين و من مشاكل سياسة إلى مشاكل خلافة.. توقفوا رجاءا و دعونا نتطور أيها الجاهلون.

كفرونا إن شئتم، زندقونا إن رأيتم في هذا صلاحا، ادعوا إلى تطبيق حد الردة علينا إن كنتم شجعانا لكننا لن نسكت. لن نرضخ لعباد يريدون بيع البلاد باسم الوهابية، لن نخضع لأناس لا يعرفون من اللغات غير العربية و لا يقرؤون غير كتب السلف ثم يدعوننا لنعطيهم الفرصة للحكم. لا و ألف لا! لن يحكمني أناس يرون الفتنة في كل مرأة و الكفر في كل إنسان، لن يحكمني أناس لا يعرفون من الحرية غير ما قاله عنها كلام قادتهم و لا يعرفون من حرية العقيدة غير حكم الردة، لن يحكمني أناس يؤمنون بأن نشر دينهم سيكون بالسيف و نشر معتقدهم سيكون بقتل المعارضين.

إن كنا كفارا فأنتم إرهابيون، و إن كنا زنادقة فأنتم وحوش، و إن كنا على ضلال فأنت على وشك الدخول في متاهة لن تخرجوا منها أحياء. نهايتكم قريبة و كم أنا متشوق لقراءة خبر القضاء على تنظيمك لكي أضحك و أقول: ” أ لم نحذركم؟!”.

One thought on “قتلتموه.. رسالة لدواعش الخلافة!

  1. للاسف
    عقول متحجرة … كل من يميل ويؤون الى الدواعش ، !!

    يا من تتغنون بداعش أتعرفون حقيقتها اصلا؟
    ام عقدة الدين هي السبب عندكم؟

    هم يمثلون أنفسهم فقط يا صديقي … !
    ونهايتهم قادمة بحول الرحمان

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*