اختلافنا يجمعنا.. رداء المواطنة!

من أعظم الخيانات السكوت وقت الحاجة للكلام، التاريخ يسجل و لا يرحم و لا أريده أن يسجل بين أوراق دفتره أنني كنت من جماعة “الساكتين” يوم احتاج إلي وطني، لا أريده أن يكتبني كـ “جبان” اختار الصمت و وطنه مهدد من كل الجهات فكل الذل هو لأولئك الذين يبقون على الحياد في وقت الأزمات العظيمة و كما يقول أحدهم: حين يكون المستهدف “وطناً” يصبح الحياد “خيانة” و الصمت “تواطئا”.

من واجبي أن أتحدث خصوصا عندما أرى أن بلدي العزيز أصبح سلعة تباع و تشتري في الأسواق الدولية، من حقي كمواطن أن أبدي رأيي في هذه الأزمة التي تعيشها منظومة الحكم الجزائرية.. فلتسجل إذن أيها التاريخ، لقد أخترت الوقوف إلى جانب المواطنة رغم دعوات الخلافة، لقد اخترت الوقوف إلى جانب الوحدة رغم دعوات التفرق، لقد أخترت الوقوف إلى جانب البلد رغم دعوات الخيانة، لقد أخترت الوقوف إلى جانب ما أراه حقاً رغم دعوات غيري إلى الباطل الذي توهموه حقاً.

لا أقبل أن تتم المتاجرة بدماء الشهداء، لا أقبل أن يأتي من يريد إذابة وطني في منظومة سياسية أخرى بدعوى العروبة و الدين، تحالفي استراتيجي و لا دخل للمذاهب به، و الدعوة لبيع البلاد لا تناسبني حقيقة فالمجاهدون لم يقوموا بثورة ليأتي هؤلاء الغلمان اليوم و يفعلوا ما شاؤوا بذريعة الحفاظ على الأخلاق و الدين.. لا و ألف لا! المجاهدون لم يضحوا بالغالي و النفيس ليأتي هؤلاء الخونة اليوم و يسرقوا و ينهبوا بذريعة القانون فأصبحوا لصوصا بالنصوص.. لا و ألف لا! المجاهدون لم يبكوا الدم من أجل هذه البلاد ليأتي هؤلاء الانتهازيون اليوم و يقفوا إلى جانب الباطل طمعا في تحقيق مصالح شخصية.. لا و ألف لا!

لا شيء يجمعنا كجزائريين غير “جزائريتنا”.. أتعجب عندما يستحي شخص ما من أن يعرف نفسه على أنه جزائري و عوض ذلك يذهب به المقام و الحال لتعريف نفسه باستخدام عبارات مضللة ك “علماني” أو “إسلامي” أو “عربي” أو “أمازيغي”.. أنا و غيري نقولها بملء الفم: نحن جزائريون، اختلافنا يجمعنا شاء من شاء و أبى من أبى. مرحبا بالجزائري و لا تهمني إيديولوجيته، مرحبا بالجزائري و ليبق دينه لنفسه، مرحبا بالجزائري و ليبق إن شاء ملتصقا بطائفته، مرحبا بالجزائري رغم كل شيء و رغم أنف الجميع! بعضهم يريد أن يوهمنا أننا أفراد من منظومة كبرى تسمى (الخلافة).. يا هؤلاء، لا أعترف و لا أقبل أبدا أن يتم اقحام أو تصغير و تقزيم وطني لأغراض سياسية دينية، فلتبقوا بعيدين عن وحدة الجزائر.

المواطنة هي ما ستنقذنا، لا للطائفية و نعم للطوائف.. أنت جزائري و تحمل الجنسية الجزائرية: أهلا و سهلا و لكن لا تحاول تقسيم البلاد لأغراض طائفية. الدين و العرق و اللغة لا يرفضون الوطن فإذا رفضته أنت و رفضت الانتماء له متحججا بهذه الذرائع فاعلم أنك تكذب و تدلس و لا تريد إلا خدمة مصالحك و مصالح قبيلتك.. أنت جزائري، تقبلها أو لا تكن جزائريا و الخيار خيارك و القرار أنت حر فيه.

نعم للجزائر الواحدة، نعم لوحدة الجزائر و لا لمحاولة تقسيمها.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*